|~| لا تـستـقـيـل

كل الهوانُ موسّدٌ في جبهتي ،

القيدُ مشدودُ السلاسل ..

والأمُّ ثَكلت طفلها ،

والجرحُ جيّاشِ المحافل ،

في كربةِ الحق .. نشوةٌ للظلم لا تفنى ،

فاذا تركتَ الحق غدراً في خصام المعتدينْ ،

فمن يقاتلْ ؟

* * *

دربي طويلٌ لا يطالُ نهايتي ،

والغصنُ ذاكَ ألا تراه ؟

حرّقته الشمسُ ..

وانقشّتْ اليّ تمجّني بلهيبها تحت الظلالْ ،

لا أحد يفنى في بلادي مكرهاً ،

هاتيك أنفسُ فارقت أرواحها ،

خَلعتْ يَداها " بيعةُ الدجّال " .. !!

وحدي أنا فاقل عثاري فوق دربي لا أموتْ ..

أما سمعت الخلد مات بسبّه ذاك العِقال ؟

اذاً توقّف ،

أسرج مقالك حبر موتي وانطلق ،

انها الاكفان ترقب موتنا خلف الجبال ،

فاحزم متاعك وانطلق ،

انطق شهادتك الأخيرة واندثر ،

لكن اليك نصيحتي ..

لا تستقيل .. !!

* * *

ارحم ضِياعَ الجائعينْ ،

ليس ينقُصنا المتاع ولا الضَياعْ ،

ولا السرابْ ،

واذا اندثرتَ بكبريائكَ في التراب ..

فلا تظنّ العيش طاب ،

خالط رفات الميتيين ْ ..

حتى تسلهم ما بدا بعد الرحيل ؟

هل كنت حقاً صابراً ..

وأبيتَ خوضَ مشارب السلطانْ ..

حتى غدوت تحرّك الثوّار نزفاً مائجاً ..

من الجليل الى الخليلْ ..

وترفتَ في زنزانتك ،

فرئستَ قسماً .. تأمر الحيطان والجدران ..

لا تقتلينْ .. !!

عامان أو أعوام ..

تمضي بدربك في النضال ،

فبلغتَ عامَ الترقياتْ ،

سمّيتَ ضيفَ المهرجانْ ..

قد نصّبوك على منصّة الاعدام ،

زعيم كلّ الميتييْنْ .. !

فاذا نزلت مقامهم ،

سألوك يوماً ما بدا قبل الرحيل؟ ..

فوراً أجبهم .. لم أستقيل ..

* * *

وتركتني دون الحكاية هامشاً في سرّ شنقكْ ..

زائراً مثواك في حينٍ وحينْ ..

كأنها تلك النصيحةُ للتمسّك بالثوابتِ صرخةٌ تجتاحني ،

فأنا أمرتُ وأنت متّ ولم أزل حيّاً أواري شيبتي بالطينْ .. !!

أمرّ فوق مروركّ الممشوق دمعاً ،

واهتياجاً وجنوناً وحنينْ ..

وتمرّ كابوساً على حُلمي بأنفاس الرسولْ ،

فأهز شواهدُ الموتى بذعري صارخاً ،

لا تستقيل ..

* * *

في صحوتي نصفُ الغيابِ عن اليقينْ ،

النومُ كلّ الموبقاتْ ..

فاذا ذكرتك قائما .. قصفتُ طولي في الركوع ،

ثم استويتُ ، وطفقتُ أدعو في السجود مسبّحاً ربّي ،

قد مات في حرّ الهتافِ ،

شيعّه للظلّ الظليل ..

بلا انكساراتِ الممالكِ سيدي ،

وارتكاساتِ الكتائب ،

وارتفاع الراية البيضاء في خبْوِ الصهيل ،

هذي دواتي اريقها بجوارِ قلمي ،

ورسالتي بعد الصيّاغة ..

احفظ دروب الراحليينْ بلا استقالة ،

ردد معي عهد الحروفِ الى الثماني
" لا تستقيل " ..